بينما أنا جالس أمام المهندس جودت ليوقع بعض المستندات ، وبينما هو يفحصها بدقة ويناقشني فيها دق الهاتف ، توقف جودت عن الأستجواب ليرد كان المتصل والده ، بدا الرجل مضطربا جدا ومحرجا فصوت الأب كان عاليا وحادا و كلماته كانت قاسية ، حتى اني سمعت دون أرادة مني و منه فحوى المكالمة ، كان الأب في حالة نفسية سيئة وثائرا جدا على ابنه يتهمه بالجحود والعقوق وأهماله بعد ان وضعه في دار للمسنين ، سيل من الشتائم يهوي فوق رأسه بينما لسانه لا يردد ويكرر سوى كلمة حاضر يا بابا ، حاضر يا بابا ، أمتعق وجهه خجلا ، حاول جودت ان يحول بين الصوت وبين سماعي له لكن دون جدوى ، أنتهت المكالمة فجأة كان واضحا ان الرجل أغلق الخط في وجهه ، أستدعى جودت عبد الله العتر كبير السعاة وراح يصب عليه جام غضبه ، (ما روحتش ليه يا حيوان تحمي بابا) ، وقف عبد الله يسوق أعذارا تافهة في بلادة شديدة ، الواضح أنه يتهرب من هذه المهمة ، عبد الله رجل مادي جدا ويحب ان يقبض مقدما قبل القيام بأي عمل كما أنه شديد الكسل يتقن اصطناع الغباء و التخابث و أختلاق الحجج ، جودت كان يقطر على عبد الله ورفاقة وكثيرا من السعاة والسائقين و والخدم ، دائما يماطل في دفع مقابل هذه المهام الخاصة الخارجة عن نطاق الوظيفة بل في كثيرا من الأحيان لا يدفعها ويعتبرها جزءا من الوظيفة ، ومن ناحية أخرى يعرف أنها مهمة شاقة لأن والده عصبي و لا يكف عن سب العتر حتى يتنهي من حمامه ، والأب يشتم و يسب عبد الله في اريحية تامة لأنه يظن أن ابنه يدفع مقابل ذلك ، شخصية الأب العنيفة جدا هى سبب كل مشكلات جودت وهى سبب وضعه في هذه الدار ، فالأب قبل أن يذهب للدار كان يتشاجر يوميا مع نجوى ، أبوه يصرخ في وجهها وهى تصرخ في وجه جودت و جودت حائرا بينهما لا يدري ماذا يفعل ، حتى قرر الرجل ان يرحل من بيت ابنه ويذهب للدار ، وكان هذا من أسباب غضب جودت من زوجته واتهامه لها بالفشل في احتواء الرجل المسن ، الأب رجل عسكري يشعر بكبرياء و عظمة ويعتز بنفسه جدا ولا يقبل أن يكون مجرد كيان مهمل ، ينزوي وحيدا في ركن من المنزل يوضع له الطعام والشراب كجرو صغير لا يكلمه أحد ولا يجالسه احد ، طرد جودت عبد الله من المكتب بعد جدل عقيم واستأنف عمله معي بعد ان خلع عنه رداء العصبية وحاول ان يستعيد تركيزه ، في أخر اليوم استدعى جودت عبدالله مرة أخرى ثم تحدث له برفق ولين و أحترام وهو يستأذنه أن يمر على والده في الدار ليقضي له طلباته وان لا يغضبه و يتحمل عصبيته ثم اخرج من جيبه مبلغا من المال ليشتري للوالد بعض البقالة والعصائر والفاكهة يضعها بالثلاجة هناك ، وقف عبدالله يمرر يده على صلعته الكبيرة و هو يبتسم ابتسامة غبية جدا ، سأله جودت اذا كان يريد شيئا ، ألمح له عبد الله بالمواصلات ، تظاهر جودت بأنه نسي واعتذر لعبدالله بذوق شديد ثم أخرج من جيبه ورقة فئة عشرة جنيهات ، قبل أن يخرج عبد الله أخبره جودت أن يمر على المنزل لأن مدام نجوى اعدت له حقيبة من ملابس جودت وأحذيته التي لا يرتديها ، أنطلق عبد الله لمنزل المهندس جودت القريب من الشركة أولا ، التقط الحقيبة من الخادمة ليضمن حقه وسارع للذهاب لوالد المهندس جودت ، عبدالله وشقيقه أبو أحمد هما كائنات طفيلية علقت بحياة جودت و ألتصقت بها ليعملوا في خدمته داخل وخارج الشركة هو وأسرته وامه وأبيه ، لكن العلاقة بينهم كانت غريبة جدا فهم لم يحبوا جودت على الأطلاق وهو كذلك لا يحبهم ، غير ان كلاهما لا يستغنى عن الأخر ، أبو احمد ليس لديه عمل محدد ، عمل في الأمن بعض الوقت ثم أرسله جودت لعزبته في قليوب ليتابع الأرض ، كل حواراته مع جودت من منطلق انه يخاف على مصلحته وأن جودت يفرط في مصلحته ويتساهل كثيرا مع المستأجرين!!!
الخميس، 11 يونيو 2009
دار المسنين
بينما أنا جالس أمام المهندس جودت ليوقع بعض المستندات ، وبينما هو يفحصها بدقة ويناقشني فيها دق الهاتف ، توقف جودت عن الأستجواب ليرد كان المتصل والده ، بدا الرجل مضطربا جدا ومحرجا فصوت الأب كان عاليا وحادا و كلماته كانت قاسية ، حتى اني سمعت دون أرادة مني و منه فحوى المكالمة ، كان الأب في حالة نفسية سيئة وثائرا جدا على ابنه يتهمه بالجحود والعقوق وأهماله بعد ان وضعه في دار للمسنين ، سيل من الشتائم يهوي فوق رأسه بينما لسانه لا يردد ويكرر سوى كلمة حاضر يا بابا ، حاضر يا بابا ، أمتعق وجهه خجلا ، حاول جودت ان يحول بين الصوت وبين سماعي له لكن دون جدوى ، أنتهت المكالمة فجأة كان واضحا ان الرجل أغلق الخط في وجهه ، أستدعى جودت عبد الله العتر كبير السعاة وراح يصب عليه جام غضبه ، (ما روحتش ليه يا حيوان تحمي بابا) ، وقف عبد الله يسوق أعذارا تافهة في بلادة شديدة ، الواضح أنه يتهرب من هذه المهمة ، عبد الله رجل مادي جدا ويحب ان يقبض مقدما قبل القيام بأي عمل كما أنه شديد الكسل يتقن اصطناع الغباء و التخابث و أختلاق الحجج ، جودت كان يقطر على عبد الله ورفاقة وكثيرا من السعاة والسائقين و والخدم ، دائما يماطل في دفع مقابل هذه المهام الخاصة الخارجة عن نطاق الوظيفة بل في كثيرا من الأحيان لا يدفعها ويعتبرها جزءا من الوظيفة ، ومن ناحية أخرى يعرف أنها مهمة شاقة لأن والده عصبي و لا يكف عن سب العتر حتى يتنهي من حمامه ، والأب يشتم و يسب عبد الله في اريحية تامة لأنه يظن أن ابنه يدفع مقابل ذلك ، شخصية الأب العنيفة جدا هى سبب كل مشكلات جودت وهى سبب وضعه في هذه الدار ، فالأب قبل أن يذهب للدار كان يتشاجر يوميا مع نجوى ، أبوه يصرخ في وجهها وهى تصرخ في وجه جودت و جودت حائرا بينهما لا يدري ماذا يفعل ، حتى قرر الرجل ان يرحل من بيت ابنه ويذهب للدار ، وكان هذا من أسباب غضب جودت من زوجته واتهامه لها بالفشل في احتواء الرجل المسن ، الأب رجل عسكري يشعر بكبرياء و عظمة ويعتز بنفسه جدا ولا يقبل أن يكون مجرد كيان مهمل ، ينزوي وحيدا في ركن من المنزل يوضع له الطعام والشراب كجرو صغير لا يكلمه أحد ولا يجالسه احد ، طرد جودت عبد الله من المكتب بعد جدل عقيم واستأنف عمله معي بعد ان خلع عنه رداء العصبية وحاول ان يستعيد تركيزه ، في أخر اليوم استدعى جودت عبدالله مرة أخرى ثم تحدث له برفق ولين و أحترام وهو يستأذنه أن يمر على والده في الدار ليقضي له طلباته وان لا يغضبه و يتحمل عصبيته ثم اخرج من جيبه مبلغا من المال ليشتري للوالد بعض البقالة والعصائر والفاكهة يضعها بالثلاجة هناك ، وقف عبدالله يمرر يده على صلعته الكبيرة و هو يبتسم ابتسامة غبية جدا ، سأله جودت اذا كان يريد شيئا ، ألمح له عبد الله بالمواصلات ، تظاهر جودت بأنه نسي واعتذر لعبدالله بذوق شديد ثم أخرج من جيبه ورقة فئة عشرة جنيهات ، قبل أن يخرج عبد الله أخبره جودت أن يمر على المنزل لأن مدام نجوى اعدت له حقيبة من ملابس جودت وأحذيته التي لا يرتديها ، أنطلق عبد الله لمنزل المهندس جودت القريب من الشركة أولا ، التقط الحقيبة من الخادمة ليضمن حقه وسارع للذهاب لوالد المهندس جودت ، عبدالله وشقيقه أبو أحمد هما كائنات طفيلية علقت بحياة جودت و ألتصقت بها ليعملوا في خدمته داخل وخارج الشركة هو وأسرته وامه وأبيه ، لكن العلاقة بينهم كانت غريبة جدا فهم لم يحبوا جودت على الأطلاق وهو كذلك لا يحبهم ، غير ان كلاهما لا يستغنى عن الأخر ، أبو احمد ليس لديه عمل محدد ، عمل في الأمن بعض الوقت ثم أرسله جودت لعزبته في قليوب ليتابع الأرض ، كل حواراته مع جودت من منطلق انه يخاف على مصلحته وأن جودت يفرط في مصلحته ويتساهل كثيرا مع المستأجرين!!!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق