الاثنين، 1 يونيو 2009
الأسلام وتوزيع الثروة (2)
بالرغم من أهتمامه بتوزيع الثروة بين المسلمين وعدم قصرها على فئة بعينها ، أقر الأسلام بأن المساواة التامة لن تتحقق وانهم سوف يظلوا فوق بعض درجات وذلك ليحترم السعي والأجتهاد من بعض المسلمين دون بعض ، النابع من الفروق الفردية بينهم في الجهد والعرق وكذلك ليعمل مشيئة الله و حكمته في ان يكون هذا غنيا مترفا بينما شقيقه فقيرا معدما ، لكن قضية المقاربة بين هذه الطبقات كانت شغل هذا الدين باعتبارها قضية حاكمة لأمن المجتمع ، وصيانة للعلاقة الطيبة بين المسلمين من آفات الحقد والحسد ، ولذلك أمر النبي (ص) المسلمين"من كان عنده فضل زاد فاليجد به على من لا زاد له و من كان عنده فضل مال فاليجد به على من لا مال له ومن كان عنده فضل دابة فاليجد بها على من لا دابة له " لكن معنى الحديث و غيره من الأحاديث والأيات التي تحتكم لأرادة المسلم في فعل الخير ، كان قابلا للتطبيق في عصر النبوة و الخلفاء حين كانت النفوس عامرة بالأيمان و المشاعر مفعمة بطاعة النبي في فجر الأسلام وضحاه بينما تغير الحال بعد تراجع الحضارة الاسلامية ، ولذلك امر الله نبيه (ص) بقوله (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم) ، وهو أمر الهي خطير لمحاربة الفقر في المجتمعات الأسلامية ، لأنه من أغنياء المسلمين من لا تطاوعه نفسه لدفع صدقة متناسبة مع حجم ثروته مكتفيا بما يؤديه من زكاة ، أو حتى قد لا يؤدي الفرض ، بينما المجتمع يمتلىء بالفقراء الذين يشكلوا ظاهرة يصعب على الحاكم معالجتها من موارد الدولة ، لذلك منح الله حكام المسلمين هذه الاداة وامرهم بأن يقطتعوا من أموال الأغنياء ما يسد حاجة الفقراء ، ليعتدل الميزان لأقصى درجة و ليرفع الحرج عنهم حين يفعلوا ذلك ، باعتبارهم يفعلوه تنفيذا لأمر الهي وليس من تلقاء انفسهم ، فحقيق بالحكام تطبيق المنهج الألهي القويم ، بعد عجز النظريات الوضعية لايجاد حلول منجزة للأزمات العالمية.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق