وسط عالم يموج بالمتناقضات ، يحتدم الصراع بين الدين و العلمانية على قيادة هذا العالم ، تبرز ثمة مفارقة بين مسلم يتحرق شوقا لعودة الأسلام لعصره الذهبي وبين غير المسلـمين أصحاب الديانات الأخرى ، الذين يقطعوا الطريق على عودة كل ماهو ديني لحياتهم، و ربما يعود ذلك لكون الحضارة الأسلامية كانت هبة الأسلام فلولا ظهور الأسـلام في جزيرة العرب ما ذكرهم التاريخ ولا خرجوا من حياة البداوة ليسودوا العالم بهذا الدين ،لذلك ما من مسلم الا ويترحم على الأيام الخوالي للأسلام لأنها الأيام التي كان فيـــها المسلمون فاتحين منتصرين في مقدمة الركب البشري ، بينما على الجانب الأخر يرتبط الدين في اذهان غير المسلمين بأحداث كارثية قضت مضاجعهم ، مثل الدين فيها سياطا للجهل والدمــــوية و الخرافات ، فأدى ذلك لسقوطهم في عصور الظلام ، و ربـــما يفسر ذلك نفورهم من الدين وحنيننا له ، وتبرز لطيفة أخرى يمكن أستخلاصها من تـــلك الحقيقة ، وهى ان الدين الذي يسمو بالنفوس و يقوي العزائم و يشحذ الأرادة و يحـــــرك العقول ويهدي القـــــلوب ويصنع الحضارة ، هو دين حقيقي مرسل من عند الله ، دين نقي لم تشوبه شائبة و لم تتلاعب فيه بالحذف والأضافة النـــــــفوس المريضة فتحيله لمسخ شــــائه مضل ، أنه الدين الذي أؤمن به وأنا مطمئن القلب لأنه أثبت صلاحيته و فاعليته فاحيا أمة ميتة و أرشد عالما تائه ، أما الديــــن الــــذي يذهب بي الى غير ذلك ولا افهمه ، فيزيدني حيرة وشك و اجدني فيه مضطربا ولايداوي في القلب ضيقه ، فذلك دين لا يمكن أن تكون السماء مصدره و لا الله مرسله و لا الوحي ناقله ، ذلك دين ينبغي الا اركن اليه والا ارضى به والا اصدقه ، او أمني نفسي به ، لأنه حين وضع على المحك لم يقدم للبشرية ما قدمته العلمانية كبديلا عنه ، فالحمد لله على نعمة الأسلام وكفى بها نعمة.
أيمن عمر نجم
الجيزة ----- مصر
في 13/10/2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق